عمان الرقمية تنظم دورة تدريبية للمكفوفين
-
الفارسي:البرمجيات الحرة تكسر الاحتكار الذي تفرضه الشركات على برامج قارئات الشاشة للكفيف
-
الوهيبي: نناشد جميع المؤسسات والافراد بدعم جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة
-
الذيابي: لدينا رغبة أكيدة في أن لا نكون عالة على غيرنا، وأن نكون منتجين ومفيدين لمن حولنا
نظمت هيئة تقنية المعلومات بالتعاون مع جمعية النور للمكفوفين دورة تدريبية لعدد من أعضاء الجمعية على برنامج قارئ الشاشة المعروف باسم(NVDA)، وهو أحد البرامج الحرة مفتوحة المصدر، وذلك لمدة اسبوعين في مقر الجمعية بالخوير، حيث تطرقت الدورة إلى استخدام هذا البرنامج المعرب، بما يتيح للمتدربين استخدام جهاز الحاسب الآلي بسهولة واستقلالية تامة دون مساعدة من أي شخص آخر.
أهداف الدورة
يقول ضاحي بن بليش المشيفري (مدير دائرة التطبيقات والخدمات الالكترونية بالهيئة): "تسهم التقنية في ردم الفجوة بين ذوي الإعاقة والعالم الإلكتروني، ونحن نحرص في هيئة تقنية المعلومات على تنفيذ التوجيهات السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه- بأن تشمل الاستراتيجية الوطنية لعمان الرقمية كافة شرائح المجتمع بلا استثناء، وللهيئة مبادرة معروفة تعنى بدعم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لتمكينهم من الاستفادة من كل ما هو جديد في مجال تقنية المعلومات الاتصالات لكي يكون لهم نصيب من منجزات النهضة المباركة".
وتقول نور بنت علي الهنائية (مطورة تطبيقات بهيئة تقنية المعلومات) : "تأتي هذه الدورة تواصلا للمبادرة الوطنية لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تندرج تحت الاستراتيجية الوطنية لعمان الرقمية، حيث استهدفت الدورة عدد من الموظفين في القطاعين العام والخاص وعددهم سبعة أعضاء من جمعية النور للمكفوفين، من الذين لديهم أساسيات استخدام الحاسب الآلي وذلك من أجل تدريبهم على استخدام برنامج قارئ الشاشة (NVDA)، بما سيكون له تأثير إيجابي بعون الله تعالى في تطوير أدائهم الوظيفي من جهة وفي حياتهم الخاصة من جهة اخرى؛ حيث أن هذا البرنامج المعرب يسهل من استخدام الحاسب الآلي وتصفح الأنترنت بدون مساعدة شخصية".
حول البرنامج
يقول يعقوب بن يوسف الفارسي (مدير مشروع البرمجيات الحرة بهيئة تقنية المعلومات): "البرمجيات الحرة المفتوحة المصدر هي برامج منافسة للبرامج التجارية ولا تقل كفاءة عنها ويهدف مطوريها إلى جعلها متاحة للجميع، وتبرز أهمية البرمجيات الحرة في مساهمتها في تسهيل حياة الآخرين وتمكنهم من التطور معرفيا وإلكترونيا بسهولة، ويضيف الفارسي: "أن هيئة تقنية المعلومات تسعى إلى تعزيز استخدام البرمجيات الحرة في السلطنة وتشجع عليها ويأتي تعاون الهيئة مع جمعية النور للمكفوفين إيمانا منها بأن الكفيف من الأشخاص الذين لطالما عانوا من احتكار الشركات التجارية لبرامج قارئات الشاشة، وعليه فمن واجبنا تقديم كل ما يمكن من أجل ان تحظى هذه الفئات بنصيبها من التقنية المتاحة للجميع، وبما يسهم في اندماجهم في الوظائف الحكومية والخاصة وتمكينهم من الإبحار في عالم الشبكة العنكبوتية والتزود بالعلوم والمعارف" .
مستقبل أفضل
تخرج على بن عبدالله العمري وشيخة بنت محمود الجساسية من كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس، ورغم أن تخصصهما بعيد عن مجال تقنية المعلومات والتدريب في مثل هذه البرامج، إلا أن قناعتهما ورضاهما بما قسم المولى عز وجل كان له دور في تنامي ذاك الإصرار الذي لمسناه في علي وشيخة واللذان قررا أن يعيقا الإعاقة نفسها عن كبح جماح ذلك الطموح بمستقبل أفضل لهما ولكل من قدر الخالق أن يكون كفيفا عن رؤية العالم الخارجي من حولهما، حيث التحق علي وشيخة بجمعية النور للمكفوفين وأوكلت إليهما مهمة تدريب هذه الدورة في برنامج بحثا عنه طويلا من خلال مواقع الانترنت ومن خلال نقاشاتهما مع المهتمين بمثل هذه البرامج، حتى تمكنا من إجادة البرنامج وتعليمه للمتدربين السبعة في هذه الدورة.
وعن دوره يقول علي المعمري: " دوري هو تدريب إخواني المشاركين في الدورة على استخدام برنامج جديد لقراءة الشاشة واسمه برنامج ( NVDA ) من تطوير شركة "nvada access" وقد أحدث تعريب هذا البرنامج نقلة نوعية في حياة الشخص الكفيف العربي بحيث حررهم من هيمنة برامج قارئات الشاشة التجارية الباهظة الثمن التي تسعى شركاتها للاحتكار، حيث تم تخصيص أول يوم من هذه الدورة للتعريف بالبرنامج وشرح واجهته وتعريف المستخدمين به عمليا وتعريفهم بأهمية واجهة البرنامج للكفيف وذلك لأنها تمكن الكفيف من التحكم في البرنامج وتهيئة إعداداته حسب ما يتناسب مع احتياجاته ورغباته، وقد شهدت الدورة تفاعلا كبيرا من قبل المتدربين وأبدوا قابلية واستعداد تام لتعلم كيفية استخدام البرنامج كما قاموا بتطبيق وإرسال الأوامر إلى قارئ الشاشة بأنفسهم.، وبلغ عدد المتدربين فيها 7 أشخاص يعملون في جهات حكومية وخاصة مختلفة".
وتقول شيخة الجساسية: " كان دوري مساعدة المدرب في شرح تطبيقات البرنامج، وطريقة استخدامه بطريقة عملية، وفي الاجابة على تساؤلات المتدربين حول بعض الصعوبات التي قد تواجههم في استخدام البرنامج، حتى استطعنا بحمد الله تعالى أن نقوم بدورنا على اكمل وجه".
رسائل
وجه المشاركون في الدورة وبعض المسؤولين في جمعية النور للمكفوفين رسائل مهمة للجهات المعنية ارتأينا ان ننقلها كما صدرت على لسان حال هذه الفئة التي تستحق منا كل احترام وتقدير على سعيهم الحثيث للاندماج مع شرائح المجتمع العماني وليكونوا منتجين كغيرهم إن لم يكونوا أكثر إجادة في عملهم، حيث تحدث سعيد بن سيف الذيابي نائب رئيس جمعية النور للمكفوفين عن أهمية مثل هذه الدورات في تطوير قدرات المكفوفين في استخدام الحاسب الآلي وشكر الذيابي هيئة تقنية المعلومات على دورها الرائد في دعم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وقال " أننا نوجه دعوة مفتوحة لكافة الجهات الحكومية والخاصة في السلطنة لأعلى هرم فيها، بضرورة الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة وبذل جهود أكبر لتمكين هذه الفئة من الاستفادة من ما توفره التقنية الحديثة لمواكبة أقرانهم والرقي بهم إلى المستوى المرجو منهم" ويضيف نائب رئيس الجمعية :" لدينا رغبة اكيدة وصادقة في أن لا نكون عالة على غيرنا، وأن نكون منتجين ومفيدين لمجتمعنا ولمن حولنا، ولهذا فإننا نطالب جميع الجهات بتقديم الدعم بمختلف اشكاله وتوفير الاجهزة التي تعيننا على أداء مهامنا الوظيفية والحياتية".
ويقول جمعة بن عبدالله الوهيبي رئيس اللجنة الإعلامية بالجمعية: " نتقدم بالشكر الجزيل لهيئة تقنية المعلومات الراعية للمبادرة الوطنية لعدم ذوي الاحتياجات الخاصة، لما قدموه لنا من دعم له بالغ الاثر في جعل الكفيف كغيره قادر على تصفح الانترنت والمواقع والمنتديات والتواصل مع العالم الخارجي، من خلال توفير البرامج والأجهزة وإقامة الدورات التدريبية لذوي الاحتياجات الخاصة والتي تساعدهم على التعامل بسهولة مع تلك الأجهزة، وعليه فإننا نناشد جميع المؤسسات والافراد بدعم جمعية النور للمكفوفين وغيرها من الجمعيات، بما يخدم تحقيق أهدافها النبيلة برعاية وتأهيل هذه الفئات".
وبدورها توجه شيخة الجساسية رسالة للجهات الحكومية والخاصة حيث تقول: "إننا نأمل من المؤسسات الحكومية والخاصة أن يكون لها دور أكبر في فتح مزيد من الوظائف لذوي الاحتياجات الخاصة ودعم المبادرات الوطنية لهذه الفئات، أو من خلال المساهمة بعقد الدورات المتخصصة كحال هذه الدورة التي تقدمها هيئة تقنية المعلومات والتي نعول عليها كثيرا في تطوير قدرات المكفوفين في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، ونتطلع إلى أن تحذوا المؤسسات حذو تلك الجهود المشكورة للهيئة".
ويركز علي العمري على جانب التوعية بوجود فئة ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين أو غيرهم، لزيادة الدعم المقدم كالأجهزة والخدمات، لمواكبة التقدم الحاصل في مختلف الميادين وأن يكون لهم دور في ذلك الحراك الوطني، وذلك من خلال انخراطهم في مختلف الوظائف في القطاعين الخاص والعام، وبما يجعل منهم أفرادا منتجين لوطنهم ولأنفسهم.
وفي كلمته نيابة عن اخوانه المشاركين في الدورة؛ شكر أحمد بن جميل الحراصي جمعية النور للمكفوفين على تنظيم الدورة بالتعاون مع هيئة تقنية المعلومات، وقال :" لقد استفدنا ولله الحمد من هذه الدورة بفضل المولى عز وجل وبجهود المدربين والقائمين على الدورة، حيث تعلمنا كيفية التعامل مع هذا البرنامج المعرب، فكان له دور في تنمية قدراتنا في استخدام الحاسب الآلي بما سيعيننا عل أداء مهام وظائفنا، ونشكر كافة القائمين على المبادرة الوطنية لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وندعو الجميع أن يكون لهم بصمة واضحة في دعم وتبني مثل هذه المبادرات الوطنية".
وتطبيقا للمبادرة الوطنية للبرمجيات الحرة وإيمانا من القائمين على هيئة تقنية المعلومات بدور الهيئة في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة والتصدي لعمليات الاحتكار التي تمارسها بعض الشركات على هذه الفئات؛ فقد قدمت الهيئة مجموعة من النسخ المجانية من برنامج (NVDA ) لجمعية النور للمكفوفين من اجل توزيعها على فروعها بمختلف محافظات السلطنة، بقصد أن تعم الفائدة على اكبر عدد ممكن من أعضاء الجمعية من خلال استخدام هذا البرنامج المعرب.